الرباط/25 أبريل 2013/ومع/ قال رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات عبد الرحيم منار السليمي أن القرار الأممي بشأن الصحراء المغربية الذي صادق عليه مجلس الأمن بالإجماع اليوم الخميس يثبت مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد قابل للتفاوض٬ مستنتجا أن الأمر يتعلق بخطوة "تعترف بكل المسار وبالمجهودات التي بذلها المغرب منذ 2007 (وحتى الآن) بهذا الشأن".
وأكد السليمي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء تعليقا على هذا القرار٬ أن هذا الأخير يشجع النموذج المغربي في مجال حقوق الانسان وبالتالي يتبنى الآلية الوطنية المتمثلة في المجلس الوطني لحقوق الانسان كآلية وحيدة تشتغل في هذا المجال بكافة التراب المغربي وأعطاها بالتالي مصداقية وشرعية جديدتين.
وذكر أن القرار يلقي الكرة في مجال حقوق الإنسان في ملعب البوليساريو والجزائر حينما يثير مسألة الاحصاء التي كثيرا ما تهربت منه الجزائر استنادا إلى مزاعم مختلفة٬ ويؤكد بالمقابل الثقة في الحجج المغربية ويرفض كل ادعاءات البوليساريو والجزائر في هذا الشأن.
وأوضح أن الديبلوماسية المغربية "نجحت في إقناع المجتمع الدولي بشرعية الحجج المغربية في ملف الصحراء٬ وأنها اتسمت بالقوة في مرافعتها بتقديم هذه الحجج وفضح أوهام (البوليساريو) والجزائر وبعض المنظمات الدولية٬ وهو ما عكسه القرار نفسه".
والأكثر من ذلك٬ يقول السليمي٬ فإن القرار الأممي " يدرج الجزائر في ملف المفاوضات بطريقة ما حينما يتحدث عن حل سياسي في المنطقة ويتجاوز في المقابل (البوليساريو)٬ وهو ما يعني ضمنيا أن هذه الأخيرة غير مالكة لقرارها". كما أن القرار٬ يضيف الباحث٬ يتبنى رؤية المغرب في تشخيصه للمخاطر الأمنية المحدقة بمنطقة الساحل والصحراء.
ويمكن القول ٬ يضيف أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط٬ " إن المغرب اليوم في وضع استراتيجي قوي٬ استطاع من خلاله دحض كل الأطروحات والأوهام التي كانت توظفها الجزائر٬ وهو ما يعطي دفعة جديدة لملف الصحراء٬ حيث يرى القرار أن الحل الواقعي لهذا النزاع الذي يمكن التفاوض حوله هو مقترح الحكم الذاتي.
وفي معرض حديثه عن التطورات اللاحقة بخصوص الصحراء المغربية بعد المصادقة على هذا القرار ٬ قال منار السليمي " إن هنالك خياران يتمثل أحدهما في قبول (البوليساريو) بالمفاوضات حول الحكم الذاتي كحل وحيد وهو ما تبرزه وثائق الامم المتحدة٬ بينما يتمثل الخيار الثاني في أن يعمد المغرب ٬ في حال عدم قبول (البوليساريو) بالمفاوضات ٬ إلى بدء ترسيم النموذج التنموي في المناطق الجنوبية استعدادا للدخول في مرحلة أخرى هي تطبيق مقتضيات الحكم الذاتي في المنطقة"٬ مضيفا أن " البوليساريو والجزائر أمام خيار واحد هو المفاوضات حول الحكم الذاتي وأن المغرب حاليا في موقع قوي أكثر من ذي قبل ".
يذكر أن ما يسمى بنزاع الصحراء "الغربية" هو نزاع مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)٬ وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية٬ بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي.
ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية٬ ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.
المصدر : http://siam.menara.ma/