ﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 1/8
ﺧواطر ﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻣن وﺣﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم
ﺗﺄﻣﻼت ﻗﺮآﻧﯿﺔ
أ.د / ﻋﻔﯾﻔﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﻔﯾﻔﻲ(1)
ﺑداﯾﺔً أود أن أؤﻛد أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﻣﺟرد ﺧواطر ﻣن وﺣﻲ ﺑﻌض آﯾﺎت
ﻛﺗﺎب اﷲ... وﻟﯾﺳت ﺑﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗﺻدي ﻟﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ
اﻵﯾﺎت.. وﻟﻛﻧﻲ ﻛﻘﺎرىء ﻟﻛﻼم اﷲ أوﺗﻲ ﻧﺻﯾﺑﺎً ﻣن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﺑر ـ ﻻ
أﻣﻠك أن أﻣر ﻣرور اﻟﻐﺎﻓﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﷲ ﻣن أﻟﻔﺎظ أو ﻋﺑﺎ ارت
ﺗﺷﯾر ﻓﻲ وﺿوح إﻟﻰ ظواﻫر ﻛوﻧﯾﺔ ﺗﻧﺑﻪ إﻟﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﻔﻛرﯾن ﻣن ﻏﯾر أﻫل
اﻹﺳﻼم ﻣﻧذ ﻗرون، وﻛﻧﺎ ﻧﺣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أوﻟﻰ ﺑﺳﺑق اﻻﻟﺗﻔﺎت إﻟﯾﻬﺎ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬﺎ.
ﺻﺣﯾﺢ أن ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻣن إﺷﺎ ارت إﻟﻰ اﻟظواﻫر اﻟﻛوﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﺛل ﻣﺎدة ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ، إذ إن ورودﻫﺎ
ﯾﺳﺗﻬدف ﻓﻲ اﻟﻣﺣل اﻷول اﻟﺗذﻛرة واﻟﻌﺑرة.. وﻟﻛن ﻣن آﺗﺎﻩ اﷲ ﻗد ارً ﻣن اﻹﻟﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ( وﻫﻲ اﻵن
ﺗدرس ﻓﻲ ﻣ ارﺣل اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻷزﻫري ﻗﺑل اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ) ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻪ أن ﯾﺗوﻗف ﺗﻔﻛﯾرﻩ ﻋﻧد اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي ﯾﺗوﻗف ﻋﻧدﻩ
ﺗﻔﻛﯾر اﻟﻌوام... ﺑل ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺳﺗﺣﺿر ﻣﺎ و ارء ﺗﻠك اﻹﺷﺎ ارت ﻣن ﺣﻘﺎﺋق ﻋﻠﻣﯾﺔ وﺧﺻوﺻﺎً ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌروﻓﺎً
وﻗت ﻧزول اﻟﻘرآن.
إن ﺗدﺑر ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘرآن ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻛوﻧﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﯾﻛﺷف ﻟﻧﺎ ﻋن أﺑﻌﺎد ﺟدﯾدة ﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﻼم اﷲ اﻟذي ﻣﺎ ازل
ﺑﻛ ارً ﺣﺗﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا.. ﻛﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺳﯾد اﻻﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾن اﻟﻛون ـ وﻫو ﻛﺗﺎب اﷲ اﻟﻣﻧظور ـ وﺑﯾن اﻟﻘرآن وﻫو
ﻛﺗﺎب اﷲ اﻟﻣﺳطور.
ﺧواطر ﻣن وﺣﻲ آﯾﺎت اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ:
ﯾﻘول ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﺳورة اﻟﻧﺟم:
(ﻫو أﻋﻠم إذا أﻧﺷﺄﻛم ﻣن اﻷرض ٕواذ أﻧﺗم أﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﺑطون أﻣﻬﺎﺗﻛم )ﻓﺄﻣﺎ ﺧﻠق اﻹﻧﺳﺎن إﻧﺷﺎء ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻷرض
ﻓﻬو أﻣر ﻻ ﻧﻣﻠك اﻟﺧوض ﻓﯾﻪ... وأﻣﺎ ﺧﻠق اﻟﺟﻧﯾن ﻓﻬو أﻣر ﯾﺟدر ﺑﻧﺎ اﻟﺑﺣث ﻓﯾﻪ، وﻫذا ﻻ ﯾﺗﻌﺎرض إطﻼﻗﺎً ﻣﻊ
ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (... وﯾﻌﻠم ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرﺣﺎم ) اﻟذي ﯾﻔﻬﻣﻪ اﻟﻛﺛﯾرون ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﻠم اﺧﺗص اﷲ ﺑﻪ ﻧﻔﺳﻪ وﺣﺟﺑﻪ ﻋن
اﻟﺑﺷر... ﻧﻌم إن اﻟﻌﻠم ﻋﻠم اﷲ وﻟﻛﻧﻪ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ ﯾؤﺗﻲ ﻣن ﯾﺷﺎء طرﻓﺎً ﻣﻧﻪ ﻣﺻداﻗﺎً ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (وﻻ ﯾﺣﯾطون
ﺑﺷﻲء ﻣن ﻋﻠﻣﻪ إﻻ ﺑﻣﺎ ﺷﺎء ... )وﻗد ﺷﺎء اﷲ أن ﯾوﻓﻘﻧﺎ إﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف وﺳﺎﺋل اﻟﻔﺣص واﻟﻛﺷف ﻋﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرﺣﺎمﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 2/8
ﻓﻣن اﻟﻧﺎﻓﻊ أن ﻧﺳﺗﻔﯾد ﺑذﻟك ﻓﻲ اﺳﺗﻛﺷﺎف ﻣﺟﺎﻫﯾل ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم.. إﻧﻧﻲ أﺗﺻور أن ورود ذﻛر ﺑﻌض ﻣ ارﺣل
اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن إﻧﻣﺎ ﻫو ﺣث ﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل.
وﺗﺣﻛﻲ ﻟﻧﺎ اﻵﯾﺗﺎن اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺷرة واﻟ ارﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﺳورة اﻟﻣؤﻣﻧون طرﻓﺎً ﻣن اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺟﻧﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ ﺧﻠق
اﻹﻧﺳﺎن، وذﻟك ﻓﻲ إﯾﺟﺎز ﺑﻠﯾﻎ إذ ﯾﻘول ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﺛم ﺟﻌﻠﻧﺎﻩ ﻧطﻔﺔ ﻓﻲ ﻗ ارر ﻣﻛﯾن. ﺛم ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻧطﻔﺔ ﻋﻠﻘﺔ
ﻓﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻌﻠﻘﺔ ﻣﺿﻐﺔ ﻓﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻣﺿﻐﺔ ﻋظﺎﻣﺎً ﻓﻛﺳوﻧﺎ اﻟﻌظﺎم ﻟﺣﻣﺎً ).
أﺻل اﻟﺟﻧﯾن:
وﻟﻛن ﻧوﻓق ﻓﻲ ﻓﻬم ﻣﺎ و ارء ﻫذﻩ اﻹﺷﺎ ارت اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻣن دﻻﺋل وﻗدرة اﷲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﺗذاﻛر ﻣﻌﺎً اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﺣول اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن.
ﯾﻧﺷﺄ اﻟﺟﻧﯾن ﻣن اﻧدﻣﺎج اﻟﺣﯾﻣن ( اﻟﺣﯾوان اﻟﻣﻧوي ) ﻣﻊ اﻟﺑوﯾﺿﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﯾﺔ واﺣدة ﻣزدوﺟﺔ ﺗﺳﻣﻰ اﻟزﯾﺟوت
ﺗﺣﺗوي ﻧواﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻟﻸﺑوﯾن ﻣﻌﺎً. وﻫذا اﻻﻧدﻣﺎج ﯾﺳﻣﻰ اﻹﺧﺻﺎب ( ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺳم اﻟﺗﻠﻘﯾﺢ
وﻫذا اﺳم ﻏﯾر دﻗﯾق ﻓﺎﻟﺗﻠﻘﯾﺢ ﻋﻠﻣﯾﺎً ﻫو اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣﯾﻣن إﻟﻰ اﻟﺑوﯾﺿﺔ ﻓﻘط وﻻ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ إﺧﺻﺎب )..
وﯾﺗم اﻹﺧﺻﺎب ﻓﻲ ﻣدﺧل ﻗﻧﺎة أﺣد اﻟﻣﺑﯾﺿﯾن وﺑﺣدوﺛﻪ ﯾدب اﻟﻧﺷﺎط ﻓﻲ اﻟﺑوﯾﺿﺔ ﻓﺗﺗﺣرك داﺧل ﻗﻧﺎة اﻟﻣﺑﯾض
ﺣﺗﻰ ﺗدﺧل اﻟرﺣم وﺗظل ﺗﺗدﺣرج ﻋﻠﻰ ﺑطﺎﻧﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﺻل إﻟﻰ رﻗﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ إﺳﻔﻧﺟﯾﺔ ﻟﯾﻧﺔ ﺗﺗﺧﻠﻠﻬﺎ اﻟﺷﻌﯾ ارت
اﻟدﻣوﯾﺔ ﺑﻐ ازرة أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻫﺎ، ﻓﺗﻧﻐرس ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺑوﯾﺿﺔ اﻟﻣﺧﺻﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﻧﻐرس اﻟﺑذرة ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﺔ وﺗﺧرج ﻣن ﺳطﺣﻬﺎ
اﻟﻣدﻓون زواﺋد ﺗﻣﺗد ﻓﻲ داﺧل ﺟدار اﻟرﺣم ﻟﺗﻘوم ﺑﻌﻣل اﻟﺟذور ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺑﺎت (اﻟﺗﺛﺑﯾت واﻣﺗﺻﺎص اﻟﺧﻼﺻﺎت
اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ).. ﻓﯾﻧﻣو اﻟزﯾﺟوت وﯾﻧﻘﺳم اﻧﻘﺳﺎﻣﺎت ﻋددﯾﺔ ﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﻛﺗﻠﺔ ﻣن اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﻣﺗﻼﺻﻘﺔ ﺗﺷﺑﻪ
ﺛﻣرة اﻟﺗوت اﻟﺻﻐﯾرة ( وﻟﻌل ﻫذا ﻫو ﺳر ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗوﯾﺗﯾﺔ )، ﯾﻧﺷق ﻋﻧﻬﺎ ﺟدار اﻟرﺣم ﻓﺗﺑدو ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﯾﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ
اﻟﻌﻧق اﻟﺻﻐﯾر اﻟذي ﯾوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺧﻼﺻﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﻣن دم اﻷم، ﻓﺗواﺻل ﻧﻣوﻫﺎ ﺑﺎﻻﻧﻘﺳﺎم وﻟﻛن اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ
ﻻ ﺗﺗﻛﺎﺛر ﺑدرﺟﺔ واﺣدة ﻓﻲ ﻛل أﺟ ازء اﻟﺗوﯾﺗﯾﺔ، وﻟﻬذا ﺗﺻﺑﺢ ﺑﻌض أﺟ ازﺋﻬﺎ أﺳﻣك ﻣن ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻵﺧر، وﺗظﻬر
ﻋﻠﻰ ﺳطﺣﻬﺎ ﺑرو ازت وﺗﺿﺎرﯾس وﻣﻧﺧﻔﺿﺎت، وﻟﻬذا ﺗﺳﻣﻰ اﻟﻣﺿﻐﺔ. وﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﺿﻐﺔ إﻟﻰ
ﻣﻧطﻘﺗﯾن: اﻟداﺧﻠﯾﺔ ( وﻫﻲ اﻟﻣﺗﺎﺧﻣﺔ ﻟﺟدار اﻟرﺣم ) وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻐذﯾﺔ
اﻟﺟﻧﯾن وﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻛﺎﻟﻣﺷﯾﻣﺔ واﻟﺣﺑل اﻟﺳري ( وﻫﻲ أﻋﺿﺎء ﻣؤﻗﺗﺔ ﯾﻧﺗﻬﻲ دورﻫﺎ ﺑﻌد اﻛﺗﻣﺎل ﺗﻛوﯾن ﺟﺳم اﻟﺟﻧﯾن )،
أﻣﺎ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺿﻐﺔ ( وﻫﻲ اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺟوﯾف اﻟرﺣم ) ﻓﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻋﺿﺎء اﻟداﺋﻣﺔ ﻛﺎﻟﺟﻠد
واﻟﻌظﺎم، اﻟﻠﺣم، اﻷﺣﺷﺎء.. إﻟﺦ...
اﻷطوار اﻟﺟﻧﯾﻧﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻘرآن:
وﻧﻛﺗﻔﻲ ﺑﺛﻼﺛﺔ أطوار ﻫﻲ: اﻟﻧطﻔﺔ، واﻟﻌﻠﻘﺔ، واﻟﻣﺿﻐﺔ.
اﻟﻧطﻔﺔ: اﻟﻧطﻔﺔ ﻟﻐوﯾﺎً ﻫﻲ ﻣﺎ ( ﻧطف ) أي: اﺳﺗﺧﻠص ﻣن أﺻﻠﻪ.ﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 3/8
وﻋﻠﻣﯾﺎً: ﻫﻲ اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺿﺟﺔ اﻟﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻧﺳل أﺣد اﻟواﻟدﯾن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن واﻟﻣؤﻫﻠﺔ و ارﺛﯾﺎً ﻟﻼﺷﺗ ارك ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻓرد ﻣن
ذرﯾﺗﻬﻣﺎ.
وﻗد ورد ذﻛر اﻟﻧطﻔﺔ ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ ﻛﺛﯾرة ﻣن اﻟﻘرآن اﻛﺗﻔﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻣواﺿﻊ ﻻﺣظت ﻓﯾﻬﺎ اﺧﺗﻼف أوﺻﺎف
اﻟﻧطﻔﺔ وﻣﺻدرﻫﺎ وﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ.
اﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ اﻷول ﻋن اﻟﻧطﻔﺔ:
ﻫو ﻗوﻟﻪ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻵﯾﺗﯾن اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﺛﻼﺛﯾن واﻟﺳﺎﺑﻌﺔ واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﺳورة اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ:
(أﯾﺣﺳب اﻹﻧﺳﺎن أن ﯾﺗرك ﺳدى. أﻟم ﯾك ﻧطﻔﺔً ﻣن ﻣﻧﻲ ﯾﻣﻧﻰ ).
ﻧﻼﺣظ أن اﻵﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ واﻟﺛﻼﺛﯾن ﺗﺣدد ﻣﺻدر اﻟﻧطﻔﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻫو اﻟﻣﻧﻲ.. إذن ﻓﺎﻟﻧطﻔﺔ اﻟﻣﻘﺻودة ﻫﻲ اﻟﻧطﻔﺔ
اﻟذﻛرﯾﺔ أي: اﻟﺣﯾﻣن. واﻟﺣﯾﻣن ﺧﻠﯾﺔ ﻋﺟﯾﺑﺔ اﻟﺷﻛل ﺗﺷﺑﻪ ﻓﻲ ﻣظﻬرﻫﺎ اﻟﻌﺎم ﯾرﻗﺔ اﻟﺿﻔدع ﻟﺣظﺔ ﺧروﺟﻬﺎ ﻣن
اﻟﺑﯾﺿﺔ ( وﻫﻲ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﺳم أﺑﻲ ذﻧﺑﺔ وﺗﻌﯾش ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ اﻟﺟرﯾﺎن ) ﻣﻊ اﻟﻔﺎرق اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﺟم إذ أن
طول اﻟﺣﯾﻣن ﻻ ﯾﺟﺎوز ﺟزء ﻣن ﻣﺋﺔ ﺟزء ﻣن طول أﺑﻲ ذﻧﯾﺑﺔ ـ وﺑﺎﻟﻔﺣص اﻟﻣﺟﻬري ﻧﺗﺑﯾن أن اﻟﺣﯾﻣن ﯾﺗﻣﯾز إﻟﻰ
أرس ﯾﺣﻣل ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻪ ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻟﻘﻠﻧﺳوة، وﯾﻣﺗد ﻣن ﻣؤﺧرﺗﻪ ذﯾل طوﯾل ﻧﺳﺑﯾﺎً، وﺑﯾن اﻟ أرس واﻟزﯾل ﺣﻠﻘﺔ ﺻﻐﯾرة
ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻧق، واﻟ أرس ﻫو أﻛﺑر ﺟزء ﻷﻧﻪ ﯾﺣوي اﻟﻧواة اﻟﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻟﻠﻔرد اﻟذي ﺧرج اﻟﺣﯾﻣن ﻣن
ﺻﻠﺑﻪ، واﻟﻘﻠﻧﺳوة ( واﺳﻣﻬﺎ: اﻟﻌﻠﻣﻲ أﻛروزوم ) ﺗﺣوي إﻧزﯾﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻹذاﺑﺔ ﻏﻼف اﻟﺑوﯾﺿﺔ، واﻟذﯾل ﻫو ﻋﺿو
اﻟﺣرﻛﺔ وﯾﻣﺗد ﺑطوﻟﻪ ﻣن اﻟداﺧل ﺧﯾط ﻣﺗﯾن ﯾدﻋﻣﻪ وﯾﻛﺳﺑﻪ اﻟﻘوة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾف وﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺣرﻛﺔ.ﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 4/8
أﻣﺎ اﻟﻌﻧق ﻓﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺟﺳﯾﻣﺎت دﻗﯾﻘﺔ ﺗﺳﻣﻰ ( ﻣﯾﺗوﻛﻧد ارت ) ﻫﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗوﻟد اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺣﯾﻣن اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻬدأ ﻣﻧذ ﻟﺣظﺔ اﻧﻔﺻﺎﻟﻪ ﻋن
اﻟﺧﺻﯾﺔ ٕواﻟﻰ أن ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﻻﻟﺗﺣﺎم ﻣﻊ اﻟﺑوﯾﺿﺔ أو ﯾﻣوت، أو ﯾﺗم
ﺗﺟﻣﯾدﻩ. وﺗﺣﺗوي ﻛل ﻗطرة ﻣن اﻟﻣﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﺣﯾﺎﻣن
ﺷوﻫدت ﺗﺣت ﻋدﺳﺎت اﻟﻣﺟﺎﻫر وﻫﻲ ﺗﺳﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺋل اﻟﻣﻧوي وﺗﺿرﺑﻪ
ﺑذﯾوﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻧف ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺣﯾوﯾﺔ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ.
وﻓﻲ اﻟﺳﺎﺋل اﻟﻣﻧوي ﻣواد ﺗﻐذي اﻟﺣﯾﺎﻣن وﺗﺣﻣﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﯾﻛروﺑﺎت ﺑﺣﯾث
ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺣﯾوﯾﺗﻬﺎ وﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﺻﺎب ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﺑﻌد اﻧﻔﺻﺎﻟﻬﺎ
ﻋن ﺟﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ( ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم ﺗﺟﻣﯾدﻫﺎ ).. وﻟﻛﻲ ﯾﻧﺟﺢ اﻟﺣﯾﻣن ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻘطﻊ رﺣﻠﺔ طوﯾﻠﺔ ﻣن ﻣﻛﺎن اﻟﻘذف إﻟﻰ ﻗﻧﺎة
اﻟﻣﺑﯾض...وﻫﻲ ﻣﺳﺎﻓﺔ إذا ﻗورﻧت ﺑﺣﺟم اﻟﺣﯾﻣن ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎدل اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ
ﺑﯾن اﻷرض واﻟﻘﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟ ارﺋد اﻟﻔﺿﺎء اﻟﻛوﻧﻲ.
واﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋن اﻟﻧطﻔﺔ:
ﻫو اﻵﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺷر ﻣن ﺳورة اﻟﻣؤﻣﻧون:
(ﺛم ﺟﻌﻠﻧﺎﻩ ﻧطﻔﺔ ﻓﻲ ﻗ ارر ﻣﻛﯾن ).
وﺧﻼﻓﺎً ﻟﻣﺎ ﻓﻲ آﯾﺔ ﺳورة اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ﻻ ﯾوﺟد ﻫﻧﺎ ذﻛر ﻟﻣﺻدر اﻟﻧطﻔﺔ، ٕواﻧﻣﺎ
ﯾوﺟد وﺻف ﻟﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗ ارر ﻣﻛﯾن، وﻫو وﺻف ﻻ أ ارﻩ ﯾﺗﻔق ﻛﺛﯾ ارً ﻣﻊ
ﻣﺎ ﻧﻌﻠﻣﻪ ﻋن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺣرﻛﻲ ﻟﻠﻧطﻔﺔ اﻟذﻛرﯾﺔ أو اﻟﺣﯾﻣن، وﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎن
ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻌﻠم ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻣوﺿﻌﻬﺎ اﻟظﺎﻫر ﺧﺎرج اﻟﺟﺳم...
أﻣﺎ اﻟﻧطﻔﺔ اﻷﻧﺛوﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺑوﯾﺿﺔ ﻓﺗﺗﻛون داﺧل ﺣوﺻﻠﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎق ﻧﺳﯾﺞ اﻟﻣﺑﯾض اﻟذي ﯾﻘﺑﻊ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻏﺎﺋر
ﺑﯾن اﻷﺣﺷﺎء ﯾﺣﯾط ﺑﻪ ﺟدار اﻟﺑطن ذو اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﻣﺗ ارﻛﺑﺔ... وﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺗﻣل ﺗﻛوﯾن اﻟﺑوﯾﺿﺔ وﺗﻧﻔﺟر
اﻟﺣوﺻﻠﺔ ﻓﺈن اﻟﺑوﯾﺿﺔ اﻟﻣﺗﺣررة ﻻ ﺗﻧﻔﺻل ﻋن ﺟﺳم اﻟﻣ أرة ﺑل وﻻ ﺗﻐﺎدر ﺗﺟوﯾف اﻟﺑطن.. وأﻗﺻﻰ ﻣﻛﺎن ﺗﺻل
إﻟﯾﻪ ﺑﺣرﻛﺗﻬﺎ اﻟ ازﺣﻔﺔ اﻟﺑطﯾﺋﺔ ﻫو ﻓوﻫﺔ ﻗﻧﺎة ﻓﺎﻟوب اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ اﻟرﺣم، وﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻫذا اﻟﻣﻛﺎن إﻻ إذا ﺗم إﺧﺻﺎﺑﻬﺎ
وﻧﺷطت ﺣرﻛﺗﻬﺎ ﻗﻠﯾﻼً، وﻟﻛن ﻟﺗﺳﺗﻘر ﻓﻲ ﺑطﺎﻧﺔ ﺟدار اﻟرﺣم وﻫذﻩ ﻫﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ.. ٕواذا ﻛﺎن
ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق اﻹﺿﺎﻓﺔ ﻓﻬو أن اﻟﺑوﯾﺿﺔ ﻗﺑل اﻧطﻼﻗﻬﺎ ﻣن اﻟﺣوﺻﻠﺔ ﺗﺣﺎط ﺑﻐﻼف ﻣن ﻣﺎدة ﻻ ﺗذوب إﻻ ﺑﻔﻌل
اﻷﻧزﯾﻣﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻗﻠﻧﺳوة اﻟﺣﯾﻣن واﻟﺗﻲ ﯾطﻠﻘﻬﺎ ﻋﻧد ﻣﻼﻣﺳﺗﻪ ﻟﻠﺑوﯾﺿﺔ ﺗﻣﻬﯾداً ﻹﺧﺻﺎﺑﻬﺎ...ﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 5/8
ﺻﻮرة ﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت ﻣﻨﻮﻳﺔ ﺗﻠﺘﻒ ﺣﻮل ﺑﻮﻳﻀﺔ أﻧﺜﻮﻳﺔ ﺗﻤﮫﯿﺪاً ﻹﺧﺼﺎﺑﮫﺎ
وﻓوق ﻛل ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺑوﯾﺿﺔ ـ ﺑﻣﺟرد أن ﯾدﺧﻠﻬﺎ أرس اﻟﺣﯾﻣن ـ ﺗﺣﺎط ﺑﻐﻼف ﺟدﯾد ﻻ ﯾذوب ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻧﻔس
اﻷﻧزﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ أذاﺑت ﻏﻼﻓﻬﺎ اﻷول.. ﻛل ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺣﻛﺎﻣﺎت ﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻧز اﻟﻣوﺟود داﺧل ﻧواة
اﻟﺑوﯾﺿﺔ وﻫو اﻟﻣواد اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻟﻸم ﻗﺑل اﻹﺧﺻﺎب ﻣﺿﺎﻓﺎً إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻟﻸب ﺑﻌد اﻹﺧﺻﺎب، واﻟﺗﻲ ﺑﻬﺎ
ﺗﺣوﻟت اﻟﻧطﻔﺔ اﻷﻧﺛوﯾﺔ إﻟﻰ ﺑذرة اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﻛﻧوﻧﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘ ارر اﻟﻣﻛﯾن.
واﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ اﻟﺛﺎﻟث اﻟذي ذﻛرت ﻓﯾﻪ اﻟﻧطﻔﺔ:
ﻫو اﻵﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺳورة اﻹﻧﺳﺎن
(إﻧﺎ ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﻧطﻔﺔ أﻣﺷﺎج ﻧﺑﺗﻠﯾﻪ ﻓﺟﻌﻠﻧﺎﻩ ﺳﻣﯾﻌﺎً ﺑﺻﯾ ارً ).
واﻷﻣﺷﺎج ﺟﻣﻊ ﻣﺷﯾﺞ، وﻫو: ـ ﻟﻐوﯾﺎً ـ ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺷﺞ ( وﻫو اﻟﻣزج اﻟﻣﺗﻘن اﻟﻣﻘﻧن).
وﻟﻠﻣﺷﯾﺞ أﯾﺿﺎً ﻣﻌﻧﻰ ﻋﻠﻣﻲ ﻫو اﻟﻧطﻔﺔ ﺳواء أﻛﺎﻧت ذﻛرﯾﺔ أم أﻧﺛوﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﺧﻠﯾﺔ ﻣن ﺟﺳم ﻓرد
ﻧﺷﺄت ﺟﻣﯾﻊ ﺧﻼﯾﺎﻩ ـ وﻫو ﺟﻧﯾن ـ ﻣن اﻣﺗ ازج اﻟﻣﺎدة اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻟﻠﺟد ﻣﻊ اﻟﺟدة وﻫﻛذا ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺗرﺟﻊ
أﺻوﻟﻬﺎ إﻟﻰ أول ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗ ازوج ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﺷرﯾﺔ.
وﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن وﻛل ﻓرد ﯾﺗم ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ـ وﻫﻲ ﻣﺷﺞ اﻟﻣﺎدة اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻓﻲ ﺑذرﺗﻪ اﻟﺟﯾﻧﯾﺔ ﺛم اﺳﺗﻧﺳﺎﺧﻬﺎ ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ ﺧﻼﯾﺎ ﺟﺳﻣﻪ ﺑﺣﯾث ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﺣﯾﺎﻣﻧﻪ ( إذا ﻛﺎن ذﻛ ارً ) أﺑو ﺑوﯾﺿﺎﺗﻪ ( إن ﻛﺎن أﻧﺛﻰ ) إﻟﻰ ﺑذرة ذرﯾﺗﻪ ﺛم
ذرﯾﺔ ذرﯾﺗﻪ ﺟﯾﻼً ﺑﻌد ﺟﯾل إﻟﻰ أن ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺄﻣر ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻧطﺑﺎق ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺷﯾﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﻣن وﻋﻠﻰ اﻟﺑوﯾﺿﺔ، إﻻ أن إطﻼﻗﻬﺎ ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﺟﻣﻊ ( أﻣﺷﺎج )
اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺗﺣدث ﻋﻧﻬﺎ ـ ﻫذا اﻟوﺻف ﯾﻧطﺑق ﺑﺷﻛل أﻛﺛر دﻗﺔ ﻋﻠﻰ ( اﻟزﯾﺟوت ) أو
اﻟﺑوﯾﺿﺔ اﻟﻣﺧﺻﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘر ﻓﻲ ﺑطﺎﻧﺔ اﻟرﺣم إﻟﻰ أن ﯾﺧﻠق اﷲ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺷ ارً ﺳوﯾﺎً.
ﻣن ﻧطﻔﺔ إﻟﻰ ﻋﻠﻘﺔ:ﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 6/8
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻل اﻟﻧطﻔﺔ اﻷﻣﺷﺎج إﻟﻰ طور اﻟﺗوﯾﺗﯾﺔ ﺗﻧﺷق ﻋﻧﻬﺎ ﺑطﺎﻧﺔ اﻟرﺣم ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺷق اﻟﺗرﺑﺔ ﻋن اﻟﻧﺑﺗﺔ اﻟﺻﻐﯾرة،
ﻓﺗﺑرز ﻣن ﺟدار اﻟرﺣم وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﯾﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻟﻌﻧق اﻟذي ﯾوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ ﻣن
دم اﻷم اﻟﻣﺗدﻓق ﻓﻲ ﺷﻌﯾ ارﺗﻬﺎ اﻟدﻣوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺷرة ﻓﻲ اﻟﻘرص اﻟﻣﺷﯾﻣﻲ.. إن ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة
اﻟﻐذاﺋﯾﺔ وﻓﻲ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﻣﺻدر اﻟﻐذاء ﺗﺷﺑﻪ طرﯾﻘﺔ اﻟدﯾدان اﻟطﻔﯾﻠﯾﺔ وأﺷﻬر أﻧواﻋﻬﺎ ﻫﻲ دودة اﻟﻌﻠق.. وﻫذﻩ
اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻣﺗطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻔظﺎً وﻣﻌﻧﻰ ﻣﻊ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻌﻠق: (اﻗ أر ﺑﺎﺳم رﺑك اﻟذي ﺧﻠق ﺧﻠق اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﻋﻠق
).وﻗوﻟﻪ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻣؤﻣﻧون: (ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻧطﻔﺔ ﻋﻠﻘﺔ ).وﻟﺋن ﻛﺎن ﻫﻧﺎك إﺟﻣﺎع ﺑﯾن اﻟﻠﻐوﯾﯾن ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻠﻘﺔ
ﻫﻲ اﻟدم اﻟﻣﺗﺟﻣد ﻓﺈن ﻫذا ﻻ ﯾﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻷن اﻟدم اﻟوارد ﻣن ﺟﺳم اﻷم ﻻ ﯾﺗﺟﻣد ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ
اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﺑرﯾد وﻻ ﺑﺎﻟﺗﺟﻠط.. ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺗﺣول اﻟدم اﻟﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗدﻓق ﻣن ﻋروق اﻷم إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻛﯾﺎن اﻟﻣﺗﻣﺎﺳك
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺣول ﻋﻧﺎﺻرﻩ إﻟﻰ ﻣﺎدة اﻟﺑروﺗوﺑﻼزم اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣﺎدة اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ ﺟﺳم اﻟﺟﻧﯾن.
اﻟﻣﺿﻐﺔ اﻟﻣﺧﻠﻘﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺧﻠﻘﺔ:
ﺗواﺻل اﻟﻌﻠﻘﺔ اﻟﻧﻣو ﻋن طرﯾق اﻧﻘﺳﺎم اﻟﺧﻼﯾﺎ وﺗﻛﺎﺛرﻫﺎ اﻟذي ﺳﺑق أن ذﻛرﻧﺎ أﻧﻪ ﺑﻌد طور اﻟﺗوﯾﺗﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف
ﻣﻌدﻻﺗﻪ واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ ﻓﻲ أﺟ ازﺋﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺷﻛل اﻟﻣﺿﻐﺔ. واﻟﻣﺿﻐﺔ طور ﺗﺣوﻟﻲ ﺧطﯾر ﻓﻲ رﺣﻠﺔ
اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ ﺣﯾث ﯾﺑدأ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺧﻠﯾﻘﻲ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻣﻌدﻻت ﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠﯾق أي: ﺗﻛوﯾن
ﺑداءات أو ( ﺑواﻛﯾر اﻷﻋﺿﺎء organ rudiments)،وأوﻟﻰ ﺧطوات اﻟﺗﺧﻠﯾق ﻫﻲ ﺗﻣﯾز اﻟﺟﺳم إﻟﻰ ﻣﻧﺎطق
ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺧﻼﯾﺎ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ أﻋﺿﺎء ﺟدﯾدة، أي: أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻗد
ﺗﻘرر ﻣﺻﯾرﻫﺎ.
وﻗد ﺗﻣﻛن ﻋﻠﻣﺎء اﻷﺟﻧﺔ ﻣن ﻋﻣل ﺧ ارﺋط ﻷﺟﻧﺔ ﺣﯾواﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺳﻣﻰ (ﺧ ارﺋط اﻟﻣﺻﯾر
fate maps)...وﺑﻌد ﻫذا اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺧﻼﯾﺎ ﺷﻛﻼً وﺣﺟﻣﺎً وﺗوزﯾﻌﺎً ﯾﻛون اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻧﻘﺳﺎﻣﻬﺎ
واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ... وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎً ﺑﺎﻟﺗﻣﺎﯾز (differentiation).وﻫو أول ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺗﺧﻠﯾق ( وﻻ أﻗول اﻟﺗﺧﻠق
)... وﺗﻘدم ﻟﻧﺎ اﻵﯾﺔ اﻟ ارﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﺳورة اﻟﻣؤﻣﻧون ﻋرﺿﺎً ﺳرﯾﻌﺎً ﻟﻠﺗﺧﻠﯾق اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ اﻟﻣﺑﻛر إذا ﯾﻘول اﻟﺧﺎﻟق
ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ: (ﺛم ﺟﻌﻠﻧﺎﻩ ﻧطﻔﺔ ﻓﻲ ﻗ ارر ﻣﻛﯾن. ﺛم ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻧطﻔﺔ ﻋﻠﻘﺔ ﻓﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻌﻠﻘﺔ ﻣﺿﻐﺔ ﻓﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻣﺿﻐﺔ ﻋظﺎﻣﺎً
ﻓﻛﺳوﻧﺎ اﻟﻌظﺎم ﻟﺣﻣﺎً )... واﻟﻣﺿﻐﺔ اﻟوارد ذﻛرﻫﺎ ﻫﻧﺎ ﻛﯾﺎن ﻣﺣدد ﻫو ﻣﺣل اﻟﺗﺧﻠﯾق إﻟﻰ اﻟطور اﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣؤدي إﻟﻰ
ﺗﻛوﯾن اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺟﻧﯾﻧﯾﺔ.
وﻟﻛن اﻟﻣﺿﻐﺔ ﻗد ورد ذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ ﻧص ﻗرآﻧﻲ آﺧر ﺑﺻﻔﺔ ﻣزدوﺟﺔ، وذﻟك ﻓﻲ ﺻدر اﻵﯾﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﺳورة اﻟﺣﺞ
إذ ﯾﻘول ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻣﺧﻠﻘﺔ وﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ).
ﺛم ﻣن ﻣﺿﻐﺔٍ
(ﺛم ﻣن ﻋﻠﻘﺔٍ
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ وﺻف ﻟﺷﻲء واﺣد ﺑﺻﻔﺗﯾن ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺗﯾن.. وﻛﻼم اﷲ ﻣﻧزﻩ ﻋن ﺷﺑﻬﺔ اﻟﺗﻧﺎﻗض.. وﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺻود
ﻣﺿﻐﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن إذن ﻟﻛﺎن اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻﺣﯾﺢ: ( ﺛم ﻣن ﻣﺿﻐﺔ ﻣﺧﻠﻘﺔ وأﺧرى ﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ) أﺳوة ﺑﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 7/8
ﻓﻲ ﺳورة ﯾوﺳف: (وﺳﺑﻊ ﺳﻧﺑﻼت ﺧﺿر وأﺧر ﯾﺎﺑﺳﺎت )... وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻫﻧﺎ أﻣﺎم ﻧص ﺷدﯾد اﻟوﺿوح ﻓﻲ وﺻف
اﻟﻣﺿﻐﺔ اﻟواﺣدة ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺧﻠﻘﺔ وﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت.. وﻻ ﺗﻔﺳﯾر ﻟذﻟك إﻻ أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺿﻐﺔ ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌض أﺟ ازﺋﻬﺎ وﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻓﻲ أﺟ ازء أﺧرى.. ﻫذا ﻫو اﻟﺗﺄوﯾل اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻫﻲ: أن
اﻟﻣﺿﻐﺔ ﺑﻣﺟرد ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺗﯾن: اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺧﻣﺔ ﻟﺟدار اﻟرﺣم واﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ﻫﻲ
اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻧﯾن اﻟﻣؤﻗﺗﺔ.. واﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺟوﯾف اﻟرﺣم ﻫﻲ اﻟﺗﻲ
ﺳوف ﯾﺧﻠق ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻋﺿﺎء اﻟداﺋﻣﺔ وﺗﻧﻣو ﻣﻌﻪ ﻣﺎ دام ﺣﯾﺎً.. وﻗد ﺳﺑق ذﻛر ﻫذﻩ اﻷﻋﺿﺎء وﺗﻠك اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ
ﻣﺳﺗﻬل ﺣدﯾﺛﻧﺎ... وﺑدا ﻟﻲ أن ﻫذا اﻟﺗﺄوﯾل ﻛﺎ ٍف ﻹ ازﻟﺔ أي ﺗﻧﺎﻗض ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻘرآﻧﻲ واﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ... ( وﻟو
ﺗﺣﻘق ذﻟك ﻷرﺣت واﺳﺗرﺣت )... وﻟﻛﻧﻲ ﺑﻌد ﺗﺄﻣل طوﯾل ﻣﺻﺣوب ﺑﺎﻟﻧﻘد اﻟذاﺗﻲ اﻛﺗﺷﻔت ﻣطﻌﻧﺎً ﻋﻠﻣﯾﺎً ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺗﻔﺳﯾر.. ﻓﺎﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﺳﺎﻋدة أو اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﺿﻐﺔ واﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﻧﺎﻫﺎ ﻏﯾر
ﻣﺧﻠﻘﺔ.. ﻫذﻩ اﻷﻋﺿﺎء إﻧﻣﺎ ﺗﺗﻛون أﯾﺿﺎً ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗواﻟﻲ اﻻﻧﻘﺳﺎم اﻟﺧﻠوي وﺗرﺗﯾب اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻟﺗﺷﻛل اﻟﻌﺿو
اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت.. وﻫذا ﻫو أﯾﺿﺎً ﺗﺧﻠﯾق، ٕوان ﻛﺎن ﯾﺗم ﺑﺻورة أﻗل ﺗطو ارً ﻣﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺿﻐﺔ واﻟذي ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺑواﻛﯾر اﻷﻋﺿﺎء اﻟداﺋﻣﺔ.. إذن ﻓﺎﻟﻣﺿﻐﺔ ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻛل أﺟ ازﺋﻬﺎ طﺑﻘﺎً ﻟﻬذﻩ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ... ﻫﻧﺎ ﺷﻌرت ﺑﺷﻲء ﻣن ﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل... ﻟم أﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ ﺑﻌد أن اﺳﺗﻌذت ﺑﺎﷲ ﻣن اﻟﺷﯾطﺎن اﻟرﺟﯾم
ورﺣت أﻋﯾد ﺗﻼوة اﻵﯾﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﺳورة اﻟﺣﺞ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻛﻠﻣﺗﯾن اﻟﻠﺗﯾن أوﻗﻌﺗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﯾرة ـ ﻫﻛذا:
( ﺛم ﻣن ﻣﺿﻐﺔ ﻣﺧﻠﻘﺔ، وﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻟﻧﺑﯾن ﻟﻛم... وﻧﻘر ﻓﻲ اﻷرﺣﺎم ﻣﺎ ﻧﺷﺎء إﻟﻰ أﺟل ﻣﺳﻣﻰ ﺛم ﻧﺧرﺟﻛم طﻔﻼً
)... ﻋﻧد ﻫذا اﻟﻣوﺿﻊ ﻣن اﻵﯾﺔ اﺳﺗﻘر ﻓﻲ وﺟداﻧﻲ ﻣﻔﻬوم آﺧر ارﺗﺣت إﻟﯾﻪ ﻛﺛﯾ ارً... وﻋﺛرت ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻓق
اﻟﻣﻧﺷود ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻘرآﻧﻲ واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻣﺿﻐﺔ ﻟﯾس ﻣوﺿﻌﯾﺎً... وﻗد ﯾﻛون ﺟزﺋﯾﺎً أو ﻣرﺣﻠﯾﺎً:
ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﯾﺑدأ ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻣﺿﻐﺔ ﺷﺎﻣﻼً ﻛل أﺟ ازﺋﻬﺎ ﻟﯾﺗﻛون ﻣن ﻛل ﺟزء ﻣﺎ ﺧﺻص ﻟﻪ ﻣن أﻋﺿﺎء (
اﻟﺧﻠﻘﺔ ﻣﺗﻧﺎﺳق
ﻣرﺣﻠﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو داﺋﻣﺔ ). ٕواذا ﺳﺎرت اﻷﻣور ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾ ارم وﺑﻠﻎ اﻟﺣﻣل ﻏﺎﯾﺗﻪ ﺧرج اﻟﻣوﻟود ﺳوىّ
اﻷﻋﺿﺎء.. وﻫذﻩ ﻫﻲ اﻷﺣوال اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻟﺗﻲ أﻟﻔﻬﺎ اﻟﻧﺎس ﻓﻠم ﯾﻌودوا ﯾﺗوﻗﻌون ﻏﯾرﻫﺎ.. وﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال
ّﺔ ﺗﺻﯾب اﻷم وﯾﻧﺗﻘل أﺛرﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﺟﻧﯾن، ﻓﺗﺧﺗل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺧﻠﯾق
ﯾﺿطرب ﺳﯾر اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻠ
. وﺗﺧف درﺟﺔ اﻟﺗﺷوﻩ ﻛﻠﻣﺎ
اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟزء أو ذاك ﻣن ﺟﺳم اﻟﺟﻧﯾن وﺑذﻟك ﯾﺗﻛون ﻋﺿو ﻏﯾر ﺳويّ
ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻠﺔ طﻔﯾﻔﺔ أو ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺄﺧر ﺑدء ﺣدوﺛﻬﺎ إﻟﻰ وﻗت ﺗزداد ﻓﯾﻪ ﻗوة اﻟﺟﻧﯾن وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ.. وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻛون ﺧروج اﻟﻣوﻟود ( ﻣﺑﺗﺳ ارً ) ﻟﻔﺗﺎً ﻷﻧظﺎر اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت اﻟذﯾن أﻟﻔوا ﻧﻌﻣﺔ اﻟذرﯾﺔ اﻟﺳوﯾﺔ ﻓﻠم
ﯾﻌودوا ﯾﺷﻛرون اﷲ ﻋﻠﯾﻬﺎ، وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﺑﺎﻟﻐون ﻓﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺟﻣﺎل اﻟﺷﻛﻠﻲ دون اﻟﺗﻔﺎت ﻟﻛﻣﺎل اﻷداء
اﻟوظﯾﻔﻲ.. وﻫﻲ ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة ﺑﺣﻣد اﷲ.
وﻓﻲ ﺣﺎﻻت أﺧرى أﻛﺛر ﻧدرة ﯾﻛون اﻻﺿط ارب ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧﻠﯾق ﺟﺳﯾﻣﺎً، ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌدم اﻟﺗواﻓق اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ ﺑﯾن
ﺟﺳم اﻷم وﺟﺳم اﻟﺟﻧﯾن أو ﺑﺗﺄﺛﯾر ﻋواﻣل و ارﺛﯾﺔ.. وﻫﻧﺎ ﻗد ﯾﺗوﻗف ﺗﺧﻠﯾق اﻟﺟﻧﯾن ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺑﻛرة وﯾﺣدثﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 8/8
اﻹﺟﻬﺎض طوﻋﺎً أو ﻛرﻫﺎً وﺗﻛون ﺛﻣرة اﻟﺣﻣل ﻣﺳﺧﺎً ﺷﺎﺋﻬﺎ أو ﻣﺿﻐﺔ ﻟم ﺗﺗﺧﻠق إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﺗﺷﻛل ﻓﯾﻪ
اﻷﻋﺿﺎء وﯾظﻬر ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺑﺷري.. ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻫﻲ ﺻرﺧﺔ إﻧذار ﻟﻠﻐﺎﻓﻠﯾن ﻋن ﻗدرة اﷲ أو اﻟﺟﺎﺣدﯾن
ﻧﻌﻣﺗﻪ.. اﻧظروا.. ﻫﻛذا ﻛﻧﺗم ﻓﻲ ﺑطون أﻣﻬﺎﺗﻛم.. ﻓﺎﻋﺗﺑروا.. واﺣﻣدوا ﺧﺎﻟﻘﻛم اﻟذي ﻋﺎﻓﺎﻛم ﻣن ﻫذا... وﻣﺎ ازل
ﻗدﯾ ارً ﻋﻠﻰ أن ﯾﺑﺗﻠﯾﻛم ﺑﻪ ﻓﻲ ذرﯾﺗﻛم.
وﺑﻬذا اطﻣﺄن ﻗﻠﺑﻲ ﻓرﺣت أﻋﯾد ﺗﻼوة ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﺛم ﻣن ﻣﺿﻐﺔ ﻣﺧﻠﻘﺔ، وﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻟﻧﺑﯾن ﻟﻛم... وﻧﻘر ﻓﻲ
اﻷرﺣﺎم ﻣﺎ ﻧﺷﺎء إﻟﻰ أﺟل ﻣﺳﻣﻰ... )وﺳﺑﺣﺎن ﻣن ﻫذا ﻛﻼﻣﻪ وﺳﺑﺣﺎن ﻣن ﻫذﻩ ﺻﻧﻌﺗﻪ وﺗﺑﺎرك اﷲ أﺣﺳن
اﻟﺧﺎﻟﻘﯾن.. واﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي ﻫداﻧﺎ ﻟﻬذا وﻣﺎ ﻛﻧﺎ ﻟﻧﻬﺗدي ﻟوﻻ أن ﻫداﻧﺎ اﷲ.
[1] – اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺗﻔرغ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻوةر ـ واﻟﺧﺑﯾر اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ ﺑﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫ ةر.
ﺟﻤﯿﻊ ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﺤﻔﻮظﺔ
ﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻹﻋﺠﺎز اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن واﻟﺴﻨﺔ
w
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 1/8
ﺧواطر ﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻣن وﺣﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم
ﺗﺄﻣﻼت ﻗﺮآﻧﯿﺔ
أ.د / ﻋﻔﯾﻔﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﻔﯾﻔﻲ(1)
ﺑداﯾﺔً أود أن أؤﻛد أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﻣﺟرد ﺧواطر ﻣن وﺣﻲ ﺑﻌض آﯾﺎت
ﻛﺗﺎب اﷲ... وﻟﯾﺳت ﺑﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗﺻدي ﻟﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ
اﻵﯾﺎت.. وﻟﻛﻧﻲ ﻛﻘﺎرىء ﻟﻛﻼم اﷲ أوﺗﻲ ﻧﺻﯾﺑﺎً ﻣن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﺑر ـ ﻻ
أﻣﻠك أن أﻣر ﻣرور اﻟﻐﺎﻓﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﷲ ﻣن أﻟﻔﺎظ أو ﻋﺑﺎ ارت
ﺗﺷﯾر ﻓﻲ وﺿوح إﻟﻰ ظواﻫر ﻛوﻧﯾﺔ ﺗﻧﺑﻪ إﻟﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﻔﻛرﯾن ﻣن ﻏﯾر أﻫل
اﻹﺳﻼم ﻣﻧذ ﻗرون، وﻛﻧﺎ ﻧﺣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أوﻟﻰ ﺑﺳﺑق اﻻﻟﺗﻔﺎت إﻟﯾﻬﺎ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬﺎ.
ﺻﺣﯾﺢ أن ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻣن إﺷﺎ ارت إﻟﻰ اﻟظواﻫر اﻟﻛوﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﺛل ﻣﺎدة ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ، إذ إن ورودﻫﺎ
ﯾﺳﺗﻬدف ﻓﻲ اﻟﻣﺣل اﻷول اﻟﺗذﻛرة واﻟﻌﺑرة.. وﻟﻛن ﻣن آﺗﺎﻩ اﷲ ﻗد ارً ﻣن اﻹﻟﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ( وﻫﻲ اﻵن
ﺗدرس ﻓﻲ ﻣ ارﺣل اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻷزﻫري ﻗﺑل اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ) ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻪ أن ﯾﺗوﻗف ﺗﻔﻛﯾرﻩ ﻋﻧد اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي ﯾﺗوﻗف ﻋﻧدﻩ
ﺗﻔﻛﯾر اﻟﻌوام... ﺑل ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺳﺗﺣﺿر ﻣﺎ و ارء ﺗﻠك اﻹﺷﺎ ارت ﻣن ﺣﻘﺎﺋق ﻋﻠﻣﯾﺔ وﺧﺻوﺻﺎً ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌروﻓﺎً
وﻗت ﻧزول اﻟﻘرآن.
إن ﺗدﺑر ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘرآن ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻛوﻧﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﯾﻛﺷف ﻟﻧﺎ ﻋن أﺑﻌﺎد ﺟدﯾدة ﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﻼم اﷲ اﻟذي ﻣﺎ ازل
ﺑﻛ ارً ﺣﺗﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا.. ﻛﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺳﯾد اﻻﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾن اﻟﻛون ـ وﻫو ﻛﺗﺎب اﷲ اﻟﻣﻧظور ـ وﺑﯾن اﻟﻘرآن وﻫو
ﻛﺗﺎب اﷲ اﻟﻣﺳطور.
ﺧواطر ﻣن وﺣﻲ آﯾﺎت اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ:
ﯾﻘول ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﺳورة اﻟﻧﺟم:
(ﻫو أﻋﻠم إذا أﻧﺷﺄﻛم ﻣن اﻷرض ٕواذ أﻧﺗم أﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﺑطون أﻣﻬﺎﺗﻛم )ﻓﺄﻣﺎ ﺧﻠق اﻹﻧﺳﺎن إﻧﺷﺎء ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻷرض
ﻓﻬو أﻣر ﻻ ﻧﻣﻠك اﻟﺧوض ﻓﯾﻪ... وأﻣﺎ ﺧﻠق اﻟﺟﻧﯾن ﻓﻬو أﻣر ﯾﺟدر ﺑﻧﺎ اﻟﺑﺣث ﻓﯾﻪ، وﻫذا ﻻ ﯾﺗﻌﺎرض إطﻼﻗﺎً ﻣﻊ
ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (... وﯾﻌﻠم ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرﺣﺎم ) اﻟذي ﯾﻔﻬﻣﻪ اﻟﻛﺛﯾرون ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﻠم اﺧﺗص اﷲ ﺑﻪ ﻧﻔﺳﻪ وﺣﺟﺑﻪ ﻋن
اﻟﺑﺷر... ﻧﻌم إن اﻟﻌﻠم ﻋﻠم اﷲ وﻟﻛﻧﻪ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ ﯾؤﺗﻲ ﻣن ﯾﺷﺎء طرﻓﺎً ﻣﻧﻪ ﻣﺻداﻗﺎً ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (وﻻ ﯾﺣﯾطون
ﺑﺷﻲء ﻣن ﻋﻠﻣﻪ إﻻ ﺑﻣﺎ ﺷﺎء ... )وﻗد ﺷﺎء اﷲ أن ﯾوﻓﻘﻧﺎ إﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف وﺳﺎﺋل اﻟﻔﺣص واﻟﻛﺷف ﻋﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرﺣﺎمﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 2/8
ﻓﻣن اﻟﻧﺎﻓﻊ أن ﻧﺳﺗﻔﯾد ﺑذﻟك ﻓﻲ اﺳﺗﻛﺷﺎف ﻣﺟﺎﻫﯾل ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم.. إﻧﻧﻲ أﺗﺻور أن ورود ذﻛر ﺑﻌض ﻣ ارﺣل
اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن إﻧﻣﺎ ﻫو ﺣث ﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل.
وﺗﺣﻛﻲ ﻟﻧﺎ اﻵﯾﺗﺎن اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺷرة واﻟ ارﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﺳورة اﻟﻣؤﻣﻧون طرﻓﺎً ﻣن اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺟﻧﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ ﺧﻠق
اﻹﻧﺳﺎن، وذﻟك ﻓﻲ إﯾﺟﺎز ﺑﻠﯾﻎ إذ ﯾﻘول ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﺛم ﺟﻌﻠﻧﺎﻩ ﻧطﻔﺔ ﻓﻲ ﻗ ارر ﻣﻛﯾن. ﺛم ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻧطﻔﺔ ﻋﻠﻘﺔ
ﻓﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻌﻠﻘﺔ ﻣﺿﻐﺔ ﻓﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻣﺿﻐﺔ ﻋظﺎﻣﺎً ﻓﻛﺳوﻧﺎ اﻟﻌظﺎم ﻟﺣﻣﺎً ).
أﺻل اﻟﺟﻧﯾن:
وﻟﻛن ﻧوﻓق ﻓﻲ ﻓﻬم ﻣﺎ و ارء ﻫذﻩ اﻹﺷﺎ ارت اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻣن دﻻﺋل وﻗدرة اﷲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﺗذاﻛر ﻣﻌﺎً اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﺣول اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن.
ﯾﻧﺷﺄ اﻟﺟﻧﯾن ﻣن اﻧدﻣﺎج اﻟﺣﯾﻣن ( اﻟﺣﯾوان اﻟﻣﻧوي ) ﻣﻊ اﻟﺑوﯾﺿﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﯾﺔ واﺣدة ﻣزدوﺟﺔ ﺗﺳﻣﻰ اﻟزﯾﺟوت
ﺗﺣﺗوي ﻧواﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻟﻸﺑوﯾن ﻣﻌﺎً. وﻫذا اﻻﻧدﻣﺎج ﯾﺳﻣﻰ اﻹﺧﺻﺎب ( ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺳم اﻟﺗﻠﻘﯾﺢ
وﻫذا اﺳم ﻏﯾر دﻗﯾق ﻓﺎﻟﺗﻠﻘﯾﺢ ﻋﻠﻣﯾﺎً ﻫو اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣﯾﻣن إﻟﻰ اﻟﺑوﯾﺿﺔ ﻓﻘط وﻻ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ إﺧﺻﺎب )..
وﯾﺗم اﻹﺧﺻﺎب ﻓﻲ ﻣدﺧل ﻗﻧﺎة أﺣد اﻟﻣﺑﯾﺿﯾن وﺑﺣدوﺛﻪ ﯾدب اﻟﻧﺷﺎط ﻓﻲ اﻟﺑوﯾﺿﺔ ﻓﺗﺗﺣرك داﺧل ﻗﻧﺎة اﻟﻣﺑﯾض
ﺣﺗﻰ ﺗدﺧل اﻟرﺣم وﺗظل ﺗﺗدﺣرج ﻋﻠﻰ ﺑطﺎﻧﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﺻل إﻟﻰ رﻗﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ إﺳﻔﻧﺟﯾﺔ ﻟﯾﻧﺔ ﺗﺗﺧﻠﻠﻬﺎ اﻟﺷﻌﯾ ارت
اﻟدﻣوﯾﺔ ﺑﻐ ازرة أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻫﺎ، ﻓﺗﻧﻐرس ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺑوﯾﺿﺔ اﻟﻣﺧﺻﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﻧﻐرس اﻟﺑذرة ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﺔ وﺗﺧرج ﻣن ﺳطﺣﻬﺎ
اﻟﻣدﻓون زواﺋد ﺗﻣﺗد ﻓﻲ داﺧل ﺟدار اﻟرﺣم ﻟﺗﻘوم ﺑﻌﻣل اﻟﺟذور ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺑﺎت (اﻟﺗﺛﺑﯾت واﻣﺗﺻﺎص اﻟﺧﻼﺻﺎت
اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ).. ﻓﯾﻧﻣو اﻟزﯾﺟوت وﯾﻧﻘﺳم اﻧﻘﺳﺎﻣﺎت ﻋددﯾﺔ ﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﻛﺗﻠﺔ ﻣن اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﻣﺗﻼﺻﻘﺔ ﺗﺷﺑﻪ
ﺛﻣرة اﻟﺗوت اﻟﺻﻐﯾرة ( وﻟﻌل ﻫذا ﻫو ﺳر ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗوﯾﺗﯾﺔ )، ﯾﻧﺷق ﻋﻧﻬﺎ ﺟدار اﻟرﺣم ﻓﺗﺑدو ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﯾﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ
اﻟﻌﻧق اﻟﺻﻐﯾر اﻟذي ﯾوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺧﻼﺻﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﻣن دم اﻷم، ﻓﺗواﺻل ﻧﻣوﻫﺎ ﺑﺎﻻﻧﻘﺳﺎم وﻟﻛن اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ
ﻻ ﺗﺗﻛﺎﺛر ﺑدرﺟﺔ واﺣدة ﻓﻲ ﻛل أﺟ ازء اﻟﺗوﯾﺗﯾﺔ، وﻟﻬذا ﺗﺻﺑﺢ ﺑﻌض أﺟ ازﺋﻬﺎ أﺳﻣك ﻣن ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻵﺧر، وﺗظﻬر
ﻋﻠﻰ ﺳطﺣﻬﺎ ﺑرو ازت وﺗﺿﺎرﯾس وﻣﻧﺧﻔﺿﺎت، وﻟﻬذا ﺗﺳﻣﻰ اﻟﻣﺿﻐﺔ. وﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﺿﻐﺔ إﻟﻰ
ﻣﻧطﻘﺗﯾن: اﻟداﺧﻠﯾﺔ ( وﻫﻲ اﻟﻣﺗﺎﺧﻣﺔ ﻟﺟدار اﻟرﺣم ) وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻐذﯾﺔ
اﻟﺟﻧﯾن وﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻛﺎﻟﻣﺷﯾﻣﺔ واﻟﺣﺑل اﻟﺳري ( وﻫﻲ أﻋﺿﺎء ﻣؤﻗﺗﺔ ﯾﻧﺗﻬﻲ دورﻫﺎ ﺑﻌد اﻛﺗﻣﺎل ﺗﻛوﯾن ﺟﺳم اﻟﺟﻧﯾن )،
أﻣﺎ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺿﻐﺔ ( وﻫﻲ اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺟوﯾف اﻟرﺣم ) ﻓﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻋﺿﺎء اﻟداﺋﻣﺔ ﻛﺎﻟﺟﻠد
واﻟﻌظﺎم، اﻟﻠﺣم، اﻷﺣﺷﺎء.. إﻟﺦ...
اﻷطوار اﻟﺟﻧﯾﻧﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻘرآن:
وﻧﻛﺗﻔﻲ ﺑﺛﻼﺛﺔ أطوار ﻫﻲ: اﻟﻧطﻔﺔ، واﻟﻌﻠﻘﺔ، واﻟﻣﺿﻐﺔ.
اﻟﻧطﻔﺔ: اﻟﻧطﻔﺔ ﻟﻐوﯾﺎً ﻫﻲ ﻣﺎ ( ﻧطف ) أي: اﺳﺗﺧﻠص ﻣن أﺻﻠﻪ.ﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 3/8
وﻋﻠﻣﯾﺎً: ﻫﻲ اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺿﺟﺔ اﻟﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻧﺳل أﺣد اﻟواﻟدﯾن اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن واﻟﻣؤﻫﻠﺔ و ارﺛﯾﺎً ﻟﻼﺷﺗ ارك ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻓرد ﻣن
ذرﯾﺗﻬﻣﺎ.
وﻗد ورد ذﻛر اﻟﻧطﻔﺔ ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ ﻛﺛﯾرة ﻣن اﻟﻘرآن اﻛﺗﻔﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻣواﺿﻊ ﻻﺣظت ﻓﯾﻬﺎ اﺧﺗﻼف أوﺻﺎف
اﻟﻧطﻔﺔ وﻣﺻدرﻫﺎ وﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ.
اﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ اﻷول ﻋن اﻟﻧطﻔﺔ:
ﻫو ﻗوﻟﻪ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻵﯾﺗﯾن اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﺛﻼﺛﯾن واﻟﺳﺎﺑﻌﺔ واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﺳورة اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ:
(أﯾﺣﺳب اﻹﻧﺳﺎن أن ﯾﺗرك ﺳدى. أﻟم ﯾك ﻧطﻔﺔً ﻣن ﻣﻧﻲ ﯾﻣﻧﻰ ).
ﻧﻼﺣظ أن اﻵﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ واﻟﺛﻼﺛﯾن ﺗﺣدد ﻣﺻدر اﻟﻧطﻔﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻫو اﻟﻣﻧﻲ.. إذن ﻓﺎﻟﻧطﻔﺔ اﻟﻣﻘﺻودة ﻫﻲ اﻟﻧطﻔﺔ
اﻟذﻛرﯾﺔ أي: اﻟﺣﯾﻣن. واﻟﺣﯾﻣن ﺧﻠﯾﺔ ﻋﺟﯾﺑﺔ اﻟﺷﻛل ﺗﺷﺑﻪ ﻓﻲ ﻣظﻬرﻫﺎ اﻟﻌﺎم ﯾرﻗﺔ اﻟﺿﻔدع ﻟﺣظﺔ ﺧروﺟﻬﺎ ﻣن
اﻟﺑﯾﺿﺔ ( وﻫﻲ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﺳم أﺑﻲ ذﻧﺑﺔ وﺗﻌﯾش ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ اﻟﺟرﯾﺎن ) ﻣﻊ اﻟﻔﺎرق اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﺟم إذ أن
طول اﻟﺣﯾﻣن ﻻ ﯾﺟﺎوز ﺟزء ﻣن ﻣﺋﺔ ﺟزء ﻣن طول أﺑﻲ ذﻧﯾﺑﺔ ـ وﺑﺎﻟﻔﺣص اﻟﻣﺟﻬري ﻧﺗﺑﯾن أن اﻟﺣﯾﻣن ﯾﺗﻣﯾز إﻟﻰ
أرس ﯾﺣﻣل ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻪ ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻟﻘﻠﻧﺳوة، وﯾﻣﺗد ﻣن ﻣؤﺧرﺗﻪ ذﯾل طوﯾل ﻧﺳﺑﯾﺎً، وﺑﯾن اﻟ أرس واﻟزﯾل ﺣﻠﻘﺔ ﺻﻐﯾرة
ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻧق، واﻟ أرس ﻫو أﻛﺑر ﺟزء ﻷﻧﻪ ﯾﺣوي اﻟﻧواة اﻟﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻟﻠﻔرد اﻟذي ﺧرج اﻟﺣﯾﻣن ﻣن
ﺻﻠﺑﻪ، واﻟﻘﻠﻧﺳوة ( واﺳﻣﻬﺎ: اﻟﻌﻠﻣﻲ أﻛروزوم ) ﺗﺣوي إﻧزﯾﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻹذاﺑﺔ ﻏﻼف اﻟﺑوﯾﺿﺔ، واﻟذﯾل ﻫو ﻋﺿو
اﻟﺣرﻛﺔ وﯾﻣﺗد ﺑطوﻟﻪ ﻣن اﻟداﺧل ﺧﯾط ﻣﺗﯾن ﯾدﻋﻣﻪ وﯾﻛﺳﺑﻪ اﻟﻘوة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾف وﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺣرﻛﺔ.ﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 4/8
أﻣﺎ اﻟﻌﻧق ﻓﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺟﺳﯾﻣﺎت دﻗﯾﻘﺔ ﺗﺳﻣﻰ ( ﻣﯾﺗوﻛﻧد ارت ) ﻫﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗوﻟد اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺣﯾﻣن اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻬدأ ﻣﻧذ ﻟﺣظﺔ اﻧﻔﺻﺎﻟﻪ ﻋن
اﻟﺧﺻﯾﺔ ٕواﻟﻰ أن ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﻻﻟﺗﺣﺎم ﻣﻊ اﻟﺑوﯾﺿﺔ أو ﯾﻣوت، أو ﯾﺗم
ﺗﺟﻣﯾدﻩ. وﺗﺣﺗوي ﻛل ﻗطرة ﻣن اﻟﻣﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﺣﯾﺎﻣن
ﺷوﻫدت ﺗﺣت ﻋدﺳﺎت اﻟﻣﺟﺎﻫر وﻫﻲ ﺗﺳﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺋل اﻟﻣﻧوي وﺗﺿرﺑﻪ
ﺑذﯾوﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻧف ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺣﯾوﯾﺔ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ.
وﻓﻲ اﻟﺳﺎﺋل اﻟﻣﻧوي ﻣواد ﺗﻐذي اﻟﺣﯾﺎﻣن وﺗﺣﻣﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﯾﻛروﺑﺎت ﺑﺣﯾث
ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺣﯾوﯾﺗﻬﺎ وﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﺻﺎب ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﺑﻌد اﻧﻔﺻﺎﻟﻬﺎ
ﻋن ﺟﺳم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ( ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم ﺗﺟﻣﯾدﻫﺎ ).. وﻟﻛﻲ ﯾﻧﺟﺢ اﻟﺣﯾﻣن ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻘطﻊ رﺣﻠﺔ طوﯾﻠﺔ ﻣن ﻣﻛﺎن اﻟﻘذف إﻟﻰ ﻗﻧﺎة
اﻟﻣﺑﯾض...وﻫﻲ ﻣﺳﺎﻓﺔ إذا ﻗورﻧت ﺑﺣﺟم اﻟﺣﯾﻣن ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎدل اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ
ﺑﯾن اﻷرض واﻟﻘﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟ ارﺋد اﻟﻔﺿﺎء اﻟﻛوﻧﻲ.
واﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋن اﻟﻧطﻔﺔ:
ﻫو اﻵﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺷر ﻣن ﺳورة اﻟﻣؤﻣﻧون:
(ﺛم ﺟﻌﻠﻧﺎﻩ ﻧطﻔﺔ ﻓﻲ ﻗ ارر ﻣﻛﯾن ).
وﺧﻼﻓﺎً ﻟﻣﺎ ﻓﻲ آﯾﺔ ﺳورة اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ﻻ ﯾوﺟد ﻫﻧﺎ ذﻛر ﻟﻣﺻدر اﻟﻧطﻔﺔ، ٕواﻧﻣﺎ
ﯾوﺟد وﺻف ﻟﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗ ارر ﻣﻛﯾن، وﻫو وﺻف ﻻ أ ارﻩ ﯾﺗﻔق ﻛﺛﯾ ارً ﻣﻊ
ﻣﺎ ﻧﻌﻠﻣﻪ ﻋن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺣرﻛﻲ ﻟﻠﻧطﻔﺔ اﻟذﻛرﯾﺔ أو اﻟﺣﯾﻣن، وﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎن
ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻌﻠم ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻣوﺿﻌﻬﺎ اﻟظﺎﻫر ﺧﺎرج اﻟﺟﺳم...
أﻣﺎ اﻟﻧطﻔﺔ اﻷﻧﺛوﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺑوﯾﺿﺔ ﻓﺗﺗﻛون داﺧل ﺣوﺻﻠﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎق ﻧﺳﯾﺞ اﻟﻣﺑﯾض اﻟذي ﯾﻘﺑﻊ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻏﺎﺋر
ﺑﯾن اﻷﺣﺷﺎء ﯾﺣﯾط ﺑﻪ ﺟدار اﻟﺑطن ذو اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﻣﺗ ارﻛﺑﺔ... وﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺗﻣل ﺗﻛوﯾن اﻟﺑوﯾﺿﺔ وﺗﻧﻔﺟر
اﻟﺣوﺻﻠﺔ ﻓﺈن اﻟﺑوﯾﺿﺔ اﻟﻣﺗﺣررة ﻻ ﺗﻧﻔﺻل ﻋن ﺟﺳم اﻟﻣ أرة ﺑل وﻻ ﺗﻐﺎدر ﺗﺟوﯾف اﻟﺑطن.. وأﻗﺻﻰ ﻣﻛﺎن ﺗﺻل
إﻟﯾﻪ ﺑﺣرﻛﺗﻬﺎ اﻟ ازﺣﻔﺔ اﻟﺑطﯾﺋﺔ ﻫو ﻓوﻫﺔ ﻗﻧﺎة ﻓﺎﻟوب اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ اﻟرﺣم، وﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻫذا اﻟﻣﻛﺎن إﻻ إذا ﺗم إﺧﺻﺎﺑﻬﺎ
وﻧﺷطت ﺣرﻛﺗﻬﺎ ﻗﻠﯾﻼً، وﻟﻛن ﻟﺗﺳﺗﻘر ﻓﻲ ﺑطﺎﻧﺔ ﺟدار اﻟرﺣم وﻫذﻩ ﻫﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ.. ٕواذا ﻛﺎن
ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق اﻹﺿﺎﻓﺔ ﻓﻬو أن اﻟﺑوﯾﺿﺔ ﻗﺑل اﻧطﻼﻗﻬﺎ ﻣن اﻟﺣوﺻﻠﺔ ﺗﺣﺎط ﺑﻐﻼف ﻣن ﻣﺎدة ﻻ ﺗذوب إﻻ ﺑﻔﻌل
اﻷﻧزﯾﻣﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻗﻠﻧﺳوة اﻟﺣﯾﻣن واﻟﺗﻲ ﯾطﻠﻘﻬﺎ ﻋﻧد ﻣﻼﻣﺳﺗﻪ ﻟﻠﺑوﯾﺿﺔ ﺗﻣﻬﯾداً ﻹﺧﺻﺎﺑﻬﺎ...ﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 5/8
ﺻﻮرة ﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت ﻣﻨﻮﻳﺔ ﺗﻠﺘﻒ ﺣﻮل ﺑﻮﻳﻀﺔ أﻧﺜﻮﻳﺔ ﺗﻤﮫﯿﺪاً ﻹﺧﺼﺎﺑﮫﺎ
وﻓوق ﻛل ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺑوﯾﺿﺔ ـ ﺑﻣﺟرد أن ﯾدﺧﻠﻬﺎ أرس اﻟﺣﯾﻣن ـ ﺗﺣﺎط ﺑﻐﻼف ﺟدﯾد ﻻ ﯾذوب ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻧﻔس
اﻷﻧزﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ أذاﺑت ﻏﻼﻓﻬﺎ اﻷول.. ﻛل ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺣﻛﺎﻣﺎت ﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻧز اﻟﻣوﺟود داﺧل ﻧواة
اﻟﺑوﯾﺿﺔ وﻫو اﻟﻣواد اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻟﻸم ﻗﺑل اﻹﺧﺻﺎب ﻣﺿﺎﻓﺎً إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻟﻸب ﺑﻌد اﻹﺧﺻﺎب، واﻟﺗﻲ ﺑﻬﺎ
ﺗﺣوﻟت اﻟﻧطﻔﺔ اﻷﻧﺛوﯾﺔ إﻟﻰ ﺑذرة اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﻛﻧوﻧﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘ ارر اﻟﻣﻛﯾن.
واﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ اﻟﺛﺎﻟث اﻟذي ذﻛرت ﻓﯾﻪ اﻟﻧطﻔﺔ:
ﻫو اﻵﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺳورة اﻹﻧﺳﺎن
(إﻧﺎ ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﻧطﻔﺔ أﻣﺷﺎج ﻧﺑﺗﻠﯾﻪ ﻓﺟﻌﻠﻧﺎﻩ ﺳﻣﯾﻌﺎً ﺑﺻﯾ ارً ).
واﻷﻣﺷﺎج ﺟﻣﻊ ﻣﺷﯾﺞ، وﻫو: ـ ﻟﻐوﯾﺎً ـ ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺷﺞ ( وﻫو اﻟﻣزج اﻟﻣﺗﻘن اﻟﻣﻘﻧن).
وﻟﻠﻣﺷﯾﺞ أﯾﺿﺎً ﻣﻌﻧﻰ ﻋﻠﻣﻲ ﻫو اﻟﻧطﻔﺔ ﺳواء أﻛﺎﻧت ذﻛرﯾﺔ أم أﻧﺛوﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﺧﻠﯾﺔ ﻣن ﺟﺳم ﻓرد
ﻧﺷﺄت ﺟﻣﯾﻊ ﺧﻼﯾﺎﻩ ـ وﻫو ﺟﻧﯾن ـ ﻣن اﻣﺗ ازج اﻟﻣﺎدة اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻟﻠﺟد ﻣﻊ اﻟﺟدة وﻫﻛذا ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺗرﺟﻊ
أﺻوﻟﻬﺎ إﻟﻰ أول ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗ ازوج ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﺷرﯾﺔ.
وﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن وﻛل ﻓرد ﯾﺗم ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ـ وﻫﻲ ﻣﺷﺞ اﻟﻣﺎدة اﻟو ارﺛﯾﺔ ﻓﻲ ﺑذرﺗﻪ اﻟﺟﯾﻧﯾﺔ ﺛم اﺳﺗﻧﺳﺎﺧﻬﺎ ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ ﺧﻼﯾﺎ ﺟﺳﻣﻪ ﺑﺣﯾث ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﺣﯾﺎﻣﻧﻪ ( إذا ﻛﺎن ذﻛ ارً ) أﺑو ﺑوﯾﺿﺎﺗﻪ ( إن ﻛﺎن أﻧﺛﻰ ) إﻟﻰ ﺑذرة ذرﯾﺗﻪ ﺛم
ذرﯾﺔ ذرﯾﺗﻪ ﺟﯾﻼً ﺑﻌد ﺟﯾل إﻟﻰ أن ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺄﻣر ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻧطﺑﺎق ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺷﯾﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﻣن وﻋﻠﻰ اﻟﺑوﯾﺿﺔ، إﻻ أن إطﻼﻗﻬﺎ ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﺟﻣﻊ ( أﻣﺷﺎج )
اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺗﺣدث ﻋﻧﻬﺎ ـ ﻫذا اﻟوﺻف ﯾﻧطﺑق ﺑﺷﻛل أﻛﺛر دﻗﺔ ﻋﻠﻰ ( اﻟزﯾﺟوت ) أو
اﻟﺑوﯾﺿﺔ اﻟﻣﺧﺻﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘر ﻓﻲ ﺑطﺎﻧﺔ اﻟرﺣم إﻟﻰ أن ﯾﺧﻠق اﷲ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺷ ارً ﺳوﯾﺎً.
ﻣن ﻧطﻔﺔ إﻟﻰ ﻋﻠﻘﺔ:ﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 6/8
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻل اﻟﻧطﻔﺔ اﻷﻣﺷﺎج إﻟﻰ طور اﻟﺗوﯾﺗﯾﺔ ﺗﻧﺷق ﻋﻧﻬﺎ ﺑطﺎﻧﺔ اﻟرﺣم ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺷق اﻟﺗرﺑﺔ ﻋن اﻟﻧﺑﺗﺔ اﻟﺻﻐﯾرة،
ﻓﺗﺑرز ﻣن ﺟدار اﻟرﺣم وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﯾﻪ ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻟﻌﻧق اﻟذي ﯾوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ ﻣن
دم اﻷم اﻟﻣﺗدﻓق ﻓﻲ ﺷﻌﯾ ارﺗﻬﺎ اﻟدﻣوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺷرة ﻓﻲ اﻟﻘرص اﻟﻣﺷﯾﻣﻲ.. إن ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة
اﻟﻐذاﺋﯾﺔ وﻓﻲ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﻣﺻدر اﻟﻐذاء ﺗﺷﺑﻪ طرﯾﻘﺔ اﻟدﯾدان اﻟطﻔﯾﻠﯾﺔ وأﺷﻬر أﻧواﻋﻬﺎ ﻫﻲ دودة اﻟﻌﻠق.. وﻫذﻩ
اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻣﺗطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻔظﺎً وﻣﻌﻧﻰ ﻣﻊ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻌﻠق: (اﻗ أر ﺑﺎﺳم رﺑك اﻟذي ﺧﻠق ﺧﻠق اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﻋﻠق
).وﻗوﻟﻪ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻣؤﻣﻧون: (ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻧطﻔﺔ ﻋﻠﻘﺔ ).وﻟﺋن ﻛﺎن ﻫﻧﺎك إﺟﻣﺎع ﺑﯾن اﻟﻠﻐوﯾﯾن ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻠﻘﺔ
ﻫﻲ اﻟدم اﻟﻣﺗﺟﻣد ﻓﺈن ﻫذا ﻻ ﯾﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻷن اﻟدم اﻟوارد ﻣن ﺟﺳم اﻷم ﻻ ﯾﺗﺟﻣد ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ
اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﺑرﯾد وﻻ ﺑﺎﻟﺗﺟﻠط.. ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺗﺣول اﻟدم اﻟﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗدﻓق ﻣن ﻋروق اﻷم إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻛﯾﺎن اﻟﻣﺗﻣﺎﺳك
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺣول ﻋﻧﺎﺻرﻩ إﻟﻰ ﻣﺎدة اﻟﺑروﺗوﺑﻼزم اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣﺎدة اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ ﺟﺳم اﻟﺟﻧﯾن.
اﻟﻣﺿﻐﺔ اﻟﻣﺧﻠﻘﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺧﻠﻘﺔ:
ﺗواﺻل اﻟﻌﻠﻘﺔ اﻟﻧﻣو ﻋن طرﯾق اﻧﻘﺳﺎم اﻟﺧﻼﯾﺎ وﺗﻛﺎﺛرﻫﺎ اﻟذي ﺳﺑق أن ذﻛرﻧﺎ أﻧﻪ ﺑﻌد طور اﻟﺗوﯾﺗﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف
ﻣﻌدﻻﺗﻪ واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ ﻓﻲ أﺟ ازﺋﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺷﻛل اﻟﻣﺿﻐﺔ. واﻟﻣﺿﻐﺔ طور ﺗﺣوﻟﻲ ﺧطﯾر ﻓﻲ رﺣﻠﺔ
اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ ﺣﯾث ﯾﺑدأ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺧﻠﯾﻘﻲ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻣﻌدﻻت ﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠﯾق أي: ﺗﻛوﯾن
ﺑداءات أو ( ﺑواﻛﯾر اﻷﻋﺿﺎء organ rudiments)،وأوﻟﻰ ﺧطوات اﻟﺗﺧﻠﯾق ﻫﻲ ﺗﻣﯾز اﻟﺟﺳم إﻟﻰ ﻣﻧﺎطق
ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺧﻼﯾﺎ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ أﻋﺿﺎء ﺟدﯾدة، أي: أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻗد
ﺗﻘرر ﻣﺻﯾرﻫﺎ.
وﻗد ﺗﻣﻛن ﻋﻠﻣﺎء اﻷﺟﻧﺔ ﻣن ﻋﻣل ﺧ ارﺋط ﻷﺟﻧﺔ ﺣﯾواﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺳﻣﻰ (ﺧ ارﺋط اﻟﻣﺻﯾر
fate maps)...وﺑﻌد ﻫذا اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺧﻼﯾﺎ ﺷﻛﻼً وﺣﺟﻣﺎً وﺗوزﯾﻌﺎً ﯾﻛون اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻧﻘﺳﺎﻣﻬﺎ
واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ... وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎً ﺑﺎﻟﺗﻣﺎﯾز (differentiation).وﻫو أول ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺗﺧﻠﯾق ( وﻻ أﻗول اﻟﺗﺧﻠق
)... وﺗﻘدم ﻟﻧﺎ اﻵﯾﺔ اﻟ ارﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﺳورة اﻟﻣؤﻣﻧون ﻋرﺿﺎً ﺳرﯾﻌﺎً ﻟﻠﺗﺧﻠﯾق اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ اﻟﻣﺑﻛر إذا ﯾﻘول اﻟﺧﺎﻟق
ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ: (ﺛم ﺟﻌﻠﻧﺎﻩ ﻧطﻔﺔ ﻓﻲ ﻗ ارر ﻣﻛﯾن. ﺛم ﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻧطﻔﺔ ﻋﻠﻘﺔ ﻓﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻌﻠﻘﺔ ﻣﺿﻐﺔ ﻓﺧﻠﻘﻧﺎ اﻟﻣﺿﻐﺔ ﻋظﺎﻣﺎً
ﻓﻛﺳوﻧﺎ اﻟﻌظﺎم ﻟﺣﻣﺎً )... واﻟﻣﺿﻐﺔ اﻟوارد ذﻛرﻫﺎ ﻫﻧﺎ ﻛﯾﺎن ﻣﺣدد ﻫو ﻣﺣل اﻟﺗﺧﻠﯾق إﻟﻰ اﻟطور اﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣؤدي إﻟﻰ
ﺗﻛوﯾن اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺟﻧﯾﻧﯾﺔ.
وﻟﻛن اﻟﻣﺿﻐﺔ ﻗد ورد ذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ ﻧص ﻗرآﻧﻲ آﺧر ﺑﺻﻔﺔ ﻣزدوﺟﺔ، وذﻟك ﻓﻲ ﺻدر اﻵﯾﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﺳورة اﻟﺣﺞ
إذ ﯾﻘول ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻣﺧﻠﻘﺔ وﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ).
ﺛم ﻣن ﻣﺿﻐﺔٍ
(ﺛم ﻣن ﻋﻠﻘﺔٍ
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ وﺻف ﻟﺷﻲء واﺣد ﺑﺻﻔﺗﯾن ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺗﯾن.. وﻛﻼم اﷲ ﻣﻧزﻩ ﻋن ﺷﺑﻬﺔ اﻟﺗﻧﺎﻗض.. وﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺻود
ﻣﺿﻐﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن إذن ﻟﻛﺎن اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻﺣﯾﺢ: ( ﺛم ﻣن ﻣﺿﻐﺔ ﻣﺧﻠﻘﺔ وأﺧرى ﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ) أﺳوة ﺑﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 7/8
ﻓﻲ ﺳورة ﯾوﺳف: (وﺳﺑﻊ ﺳﻧﺑﻼت ﺧﺿر وأﺧر ﯾﺎﺑﺳﺎت )... وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻫﻧﺎ أﻣﺎم ﻧص ﺷدﯾد اﻟوﺿوح ﻓﻲ وﺻف
اﻟﻣﺿﻐﺔ اﻟواﺣدة ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺧﻠﻘﺔ وﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت.. وﻻ ﺗﻔﺳﯾر ﻟذﻟك إﻻ أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺿﻐﺔ ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌض أﺟ ازﺋﻬﺎ وﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻓﻲ أﺟ ازء أﺧرى.. ﻫذا ﻫو اﻟﺗﺄوﯾل اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻫﻲ: أن
اﻟﻣﺿﻐﺔ ﺑﻣﺟرد ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺗﯾن: اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺧﻣﺔ ﻟﺟدار اﻟرﺣم واﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ﻫﻲ
اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻧﯾن اﻟﻣؤﻗﺗﺔ.. واﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺟوﯾف اﻟرﺣم ﻫﻲ اﻟﺗﻲ
ﺳوف ﯾﺧﻠق ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻋﺿﺎء اﻟداﺋﻣﺔ وﺗﻧﻣو ﻣﻌﻪ ﻣﺎ دام ﺣﯾﺎً.. وﻗد ﺳﺑق ذﻛر ﻫذﻩ اﻷﻋﺿﺎء وﺗﻠك اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ
ﻣﺳﺗﻬل ﺣدﯾﺛﻧﺎ... وﺑدا ﻟﻲ أن ﻫذا اﻟﺗﺄوﯾل ﻛﺎ ٍف ﻹ ازﻟﺔ أي ﺗﻧﺎﻗض ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻘرآﻧﻲ واﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ... ( وﻟو
ﺗﺣﻘق ذﻟك ﻷرﺣت واﺳﺗرﺣت )... وﻟﻛﻧﻲ ﺑﻌد ﺗﺄﻣل طوﯾل ﻣﺻﺣوب ﺑﺎﻟﻧﻘد اﻟذاﺗﻲ اﻛﺗﺷﻔت ﻣطﻌﻧﺎً ﻋﻠﻣﯾﺎً ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺗﻔﺳﯾر.. ﻓﺎﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﺳﺎﻋدة أو اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﺿﻐﺔ واﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﻧﺎﻫﺎ ﻏﯾر
ﻣﺧﻠﻘﺔ.. ﻫذﻩ اﻷﻋﺿﺎء إﻧﻣﺎ ﺗﺗﻛون أﯾﺿﺎً ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗواﻟﻲ اﻻﻧﻘﺳﺎم اﻟﺧﻠوي وﺗرﺗﯾب اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻟﺗﺷﻛل اﻟﻌﺿو
اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت.. وﻫذا ﻫو أﯾﺿﺎً ﺗﺧﻠﯾق، ٕوان ﻛﺎن ﯾﺗم ﺑﺻورة أﻗل ﺗطو ارً ﻣﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺿﻐﺔ واﻟذي ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺑواﻛﯾر اﻷﻋﺿﺎء اﻟداﺋﻣﺔ.. إذن ﻓﺎﻟﻣﺿﻐﺔ ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻛل أﺟ ازﺋﻬﺎ طﺑﻘﺎً ﻟﻬذﻩ
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ... ﻫﻧﺎ ﺷﻌرت ﺑﺷﻲء ﻣن ﺧﯾﺑﺔ اﻷﻣل... ﻟم أﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ ﺑﻌد أن اﺳﺗﻌذت ﺑﺎﷲ ﻣن اﻟﺷﯾطﺎن اﻟرﺟﯾم
ورﺣت أﻋﯾد ﺗﻼوة اﻵﯾﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﺳورة اﻟﺣﺞ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻛﻠﻣﺗﯾن اﻟﻠﺗﯾن أوﻗﻌﺗﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﯾرة ـ ﻫﻛذا:
( ﺛم ﻣن ﻣﺿﻐﺔ ﻣﺧﻠﻘﺔ، وﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻟﻧﺑﯾن ﻟﻛم... وﻧﻘر ﻓﻲ اﻷرﺣﺎم ﻣﺎ ﻧﺷﺎء إﻟﻰ أﺟل ﻣﺳﻣﻰ ﺛم ﻧﺧرﺟﻛم طﻔﻼً
)... ﻋﻧد ﻫذا اﻟﻣوﺿﻊ ﻣن اﻵﯾﺔ اﺳﺗﻘر ﻓﻲ وﺟداﻧﻲ ﻣﻔﻬوم آﺧر ارﺗﺣت إﻟﯾﻪ ﻛﺛﯾ ارً... وﻋﺛرت ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻓق
اﻟﻣﻧﺷود ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻘرآﻧﻲ واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻣﺿﻐﺔ ﻟﯾس ﻣوﺿﻌﯾﺎً... وﻗد ﯾﻛون ﺟزﺋﯾﺎً أو ﻣرﺣﻠﯾﺎً:
ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﯾﺑدأ ﺗﺧﻠﯾق اﻟﻣﺿﻐﺔ ﺷﺎﻣﻼً ﻛل أﺟ ازﺋﻬﺎ ﻟﯾﺗﻛون ﻣن ﻛل ﺟزء ﻣﺎ ﺧﺻص ﻟﻪ ﻣن أﻋﺿﺎء (
اﻟﺧﻠﻘﺔ ﻣﺗﻧﺎﺳق
ﻣرﺣﻠﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو داﺋﻣﺔ ). ٕواذا ﺳﺎرت اﻷﻣور ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾ ارم وﺑﻠﻎ اﻟﺣﻣل ﻏﺎﯾﺗﻪ ﺧرج اﻟﻣوﻟود ﺳوىّ
اﻷﻋﺿﺎء.. وﻫذﻩ ﻫﻲ اﻷﺣوال اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻟﺗﻲ أﻟﻔﻬﺎ اﻟﻧﺎس ﻓﻠم ﯾﻌودوا ﯾﺗوﻗﻌون ﻏﯾرﻫﺎ.. وﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال
ّﺔ ﺗﺻﯾب اﻷم وﯾﻧﺗﻘل أﺛرﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﺟﻧﯾن، ﻓﺗﺧﺗل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺧﻠﯾق
ﯾﺿطرب ﺳﯾر اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻧﯾﻧﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻠ
. وﺗﺧف درﺟﺔ اﻟﺗﺷوﻩ ﻛﻠﻣﺎ
اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟزء أو ذاك ﻣن ﺟﺳم اﻟﺟﻧﯾن وﺑذﻟك ﯾﺗﻛون ﻋﺿو ﻏﯾر ﺳويّ
ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻠﺔ طﻔﯾﻔﺔ أو ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺄﺧر ﺑدء ﺣدوﺛﻬﺎ إﻟﻰ وﻗت ﺗزداد ﻓﯾﻪ ﻗوة اﻟﺟﻧﯾن وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ.. وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻛون ﺧروج اﻟﻣوﻟود ( ﻣﺑﺗﺳ ارً ) ﻟﻔﺗﺎً ﻷﻧظﺎر اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت اﻟذﯾن أﻟﻔوا ﻧﻌﻣﺔ اﻟذرﯾﺔ اﻟﺳوﯾﺔ ﻓﻠم
ﯾﻌودوا ﯾﺷﻛرون اﷲ ﻋﻠﯾﻬﺎ، وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﺑﺎﻟﻐون ﻓﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺟﻣﺎل اﻟﺷﻛﻠﻲ دون اﻟﺗﻔﺎت ﻟﻛﻣﺎل اﻷداء
اﻟوظﯾﻔﻲ.. وﻫﻲ ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة ﺑﺣﻣد اﷲ.
وﻓﻲ ﺣﺎﻻت أﺧرى أﻛﺛر ﻧدرة ﯾﻛون اﻻﺿط ارب ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧﻠﯾق ﺟﺳﯾﻣﺎً، ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌدم اﻟﺗواﻓق اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ ﺑﯾن
ﺟﺳم اﻷم وﺟﺳم اﻟﺟﻧﯾن أو ﺑﺗﺄﺛﯾر ﻋواﻣل و ارﺛﯾﺔ.. وﻫﻧﺎ ﻗد ﯾﺗوﻗف ﺗﺧﻠﯾق اﻟﺟﻧﯾن ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺑﻛرة وﯾﺣدثﻣوﺳوﻋﺔ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ 7/18/2014
http://quran-m.com/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=697 8/8
اﻹﺟﻬﺎض طوﻋﺎً أو ﻛرﻫﺎً وﺗﻛون ﺛﻣرة اﻟﺣﻣل ﻣﺳﺧﺎً ﺷﺎﺋﻬﺎ أو ﻣﺿﻐﺔ ﻟم ﺗﺗﺧﻠق إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﺗﺷﻛل ﻓﯾﻪ
اﻷﻋﺿﺎء وﯾظﻬر ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺑﺷري.. ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻫﻲ ﺻرﺧﺔ إﻧذار ﻟﻠﻐﺎﻓﻠﯾن ﻋن ﻗدرة اﷲ أو اﻟﺟﺎﺣدﯾن
ﻧﻌﻣﺗﻪ.. اﻧظروا.. ﻫﻛذا ﻛﻧﺗم ﻓﻲ ﺑطون أﻣﻬﺎﺗﻛم.. ﻓﺎﻋﺗﺑروا.. واﺣﻣدوا ﺧﺎﻟﻘﻛم اﻟذي ﻋﺎﻓﺎﻛم ﻣن ﻫذا... وﻣﺎ ازل
ﻗدﯾ ارً ﻋﻠﻰ أن ﯾﺑﺗﻠﯾﻛم ﺑﻪ ﻓﻲ ذرﯾﺗﻛم.
وﺑﻬذا اطﻣﺄن ﻗﻠﺑﻲ ﻓرﺣت أﻋﯾد ﺗﻼوة ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﺛم ﻣن ﻣﺿﻐﺔ ﻣﺧﻠﻘﺔ، وﻏﯾر ﻣﺧﻠﻘﺔ ﻟﻧﺑﯾن ﻟﻛم... وﻧﻘر ﻓﻲ
اﻷرﺣﺎم ﻣﺎ ﻧﺷﺎء إﻟﻰ أﺟل ﻣﺳﻣﻰ... )وﺳﺑﺣﺎن ﻣن ﻫذا ﻛﻼﻣﻪ وﺳﺑﺣﺎن ﻣن ﻫذﻩ ﺻﻧﻌﺗﻪ وﺗﺑﺎرك اﷲ أﺣﺳن
اﻟﺧﺎﻟﻘﯾن.. واﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي ﻫداﻧﺎ ﻟﻬذا وﻣﺎ ﻛﻧﺎ ﻟﻧﻬﺗدي ﻟوﻻ أن ﻫداﻧﺎ اﷲ.
[1] – اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺗﻔرغ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻوةر ـ واﻟﺧﺑﯾر اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ ﺑﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫ ةر.
ﺟﻤﯿﻊ ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﺤﻔﻮظﺔ
ﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻹﻋﺠﺎز اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن واﻟﺴﻨﺔ
w
